الباب الثاني في فضائل النبي ÷ وحسن شمائله
  جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ؛ أَشْبَعُ يَوْمًا فَأَحْمَدُكَ، وَأَجُوعُ يَوْمًا فَأَسْأَلُكَ»(١).
  ٣٠ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا
= (بفتح الميم)، وداودُ بن سليمان. قال السيد الإمام [صاحب الطبقات]: داود بن سليمان بن يوسف الغازي، أبو أحمد، القزويني الجرجاني، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جده. وعنه علي بن محمد بن مهرويه القزويني ... وحكى كلام الذهبي فيه، وساق أخباراً أوردها الذهبي، وحكم عليها بالوضع على طريقته المعهودة، فخرجها السيد الإمام ¥ من طرق، ورد عليه، وأوضح بطلان كلامه ... إلى قوله [أي صاحب الطبقات]: وذكره في تاريخ قزوين ... وساق ما فيه ... إلى قوله: شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا، ويقال: إن علياً كان مستخفياً في داره مدة لبثه بقزوين، وله نسخة عنه؛ يرويها أهل قزوين عن داود، كإسحاق بن محمد، وعلي بن محمد بن مهرويه ... وقال السيد الإمام ¥: فعرفت أن وجه الرد لأخباره؛ كونه روى أحاديث الشيعة، وغيرها، انتهى.
وأفاد في مختصر الطبقات أنه تكلم فيه يحيى بن معين، والذهبي، جرياً على سجيتهم المعروفة فيمن يخالف المذهب، ويختص بأهل البيت الطاهرين .... وقال في ترجمة ابن مهرويه: توفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وقد نيف على المائة، انتهى.
قلت [أي الإمام مجدالدين]: وقد تكررت رواية الإمام أبي طالب # عنهما، على سبيل الاعتماد - لا المتابعة - والاستشهاد، وقد عرف من كلام الإمام في شرح البالغ المدرك الذي نقلته في التحف الفاطمية، حيث اعتذر عن الرواية من طرق العامة، بأن الداعي لذلك إنكارهم أنه لا يروي على هذا الوجه إلا عن موثوق به، وهذا بخلاف من اشتهرت أحواله بين الأمة، لتمكن الباحث من الوقوف على الحقيقة، ومذهب الإمام # اشتراط العدالة المحققة، مع ما ظهر من اختصاص الرجلين وأمثالهما بآل رسول الله ÷ حتى تناولهم لذلك أولئك الفريق، فيترجح جانب التوثيق؛ والله ولي التوفيق، انتهى بلفظه من اللوامع.
(١) رواه الإمام علي بن موسى الرضا # في الصحيفة ص ٤٥ ط مكتبة التراث، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار ص ١١١، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ٢/ ٢٨٦ بإسناده عن أبي أمامة، والمتقي الهندي في كنز العمال عن الحسن عن علي # ٧/ ١٩١.