النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ارتحاله ¥ إلى صنعاء وبرط لطلب العلم

صفحة 14 - الجزء 1

  ورثاه الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين ¥ ترثية منها:

  الأَجْرُ بالصَّبْرِ مَقْرُونٌ ومُتَّصِلٌ ... والصَّبْرُ مَلْجأ مَنْ ضَاقَتْ به الحِيَلُ

  صَبْراً على ما قَضَاهُ اللهُ خَالِقُنا ... فما قَضَاهُ ففيه الخيرُ مُشْتملُ

  وإنَّما هذه الدنيا بأَجْمَعِها ... ظِلٌّ يزولُ وضَيْفٌ سوفَ يَرْتَحِلُ

  فلا تَغُرَّنّكَ الدُّنيا وبَهْجَتُها ... فأنْتَ عن كلِّ ما فيها سَتَنْتَقِلُ

  لا درّ درّ بنات الدَّهْرِ إذْ فَجَعَتْ ... بسَيِّدٍ ما عَلاه رُتْبةً زُحَلُ

  وحقّ للعَيْنِ أن تَهْمِي بِعَبْرَتِها ... على الذي كان كالمصباحِ يَشْتَعِلُ

  العَالم الفَاضِلُ النِّحْريرُ مَنْ شَهِدَتْ ... له المدارس حَقاً أنه الرّجلُ

  مَنْ سارَ سِيْرَةَ آباء له دَرَجُوا ... فلَيْسَ يوماً على الأحْسَابِ يتَّكِلُ

  على علي بن يحيى الأرض بَاكِيَةٌ ... كذا السماءُ ومَنْ فيها لهم زَجلُ

  فيا له من مُصَابٍ جَلَّ موقفه ... وهكذا يُرفعنّ العِلْمُ والعَمَلُ

  وعظَّمَ اللهُ ربّ الناسِ أَجْرَكم ... ورَحْمَةُ الله تَغْشاهُ وتَنْهَمِلُ

  وكانَ هؤلاءِ الأَعْلامُ نُجُوْمَ الإمَامَةِ المهديّة، وأَعْمَادَ الزَّعامةِ المحمَّديّة، واغْتَرفُوا جميعاً من إمامهم، وبَذَلُوا نفوسَهم ونَفِيْسَهم في القيام بدعوته والنهوض بحجَّته، والاجتهاد لِنُصْرَتِهِ، ¤ وأرضاهم، وبَلَّ بِوَابِلِ الرَّحْمَةِ ثَرَاهُم.