النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ذكر قراءته على الإمام المهدي #

صفحة 15 - الجزء 1

ذكر قراءته على الإمام المهدي #

  فدَرَسَ ¥ على الإمام # في عِلْمَي المعْقُولِ والمنْقُوْلِ والفروع والأصولِ بهمَّة علويّة وعزيمة هاشميّة، ونظرٍ ثاقبٍ وفِكْرٍ صائب، يبحث عن الحقائق ويكشف عن الدقائق، حتى إنه تحصّل بعض مذاكّراته للإمام في مجلد فائق؛ لأنه ¥ لم يكن يقاربه فيما أعلم أَحَدٌ من أهل زمانه في تقييد الفوائد وضَبْطِ الشَّوارِد وإحْرازِ الفرائد، فلم يزل يَقْتَبِسُ من ذلك الإمامِ أنوارَهُ، ويَقْتَفِي في هَدْيِهِ القويم آثَارَهُ، يسهر ليله ويتعب نهاره، هَاجراً لِطِيْبِ المقِيْلِ ولذيذ الكرى، وعند الصباح يَحْمَدُ القومُ السّرى.

  فاسْتَقَى من بحارِ عُلُومِهِ الصَّافية، واكْتَسى من أنوارِ بروده الوافية، يَرْتَشِفُ سلسبيل سِلْسالها، ويغترف مَعِين زلالها، ويرْتَدي مُوَشَّى جمالها، حتى خضعت له أعناق التحقيق، وتضعضعت معاقل التدقيق، ولاحظته عناية التوفيق، وألْقَتْ إليه الفضائلُ زِمَامَها، فملك حلَّها وإبرامَها، وصار زَعِيمها وإمَامَها.