النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

شيء من وصيته ¥

صفحة 50 - الجزء 1

  وركّبت وجعلت وصَوّرْتَ ودبّرت، بأنك أنتَ الربّ الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنك جلَّ جلالك لَرَبِّي وربّ من ذرأت وبرأت، واحد أحد، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.

  لا نِدّ لك ولا شبيه، ولا عديل ولا نظير، ولا ظهير ولا نصير، لا يشبهك شيء، وليس كمثلك شيء وهو السميع البصير، بعد أن قال: المتفرِّد بالبقاء والملكوت، الحيّ الدائم الذي لا يموت، القادر على كلّ شيء الحكيم.

  ... إلى قوله: لا يَسْتَدِلُّ عليكَ المُسْتَدِلُّوْنَ إلا بما دَلَلْتَ على نفسك يا أرحم الراحمين، من أنّك أنت سبحانك الواحد الجليل، والخَلْقُ عليكَ دَلِيْلٌ، وأنك لا تقضي بالفساد ولا تُجْبِرُ على عِصْيَانِ العِبَاد، بَرِيءٌ من أفعالهم، تقضي بالخير وتأمر به، وتنهى عن الفجور والبغي وتُعذِّب عليه، صادق الوعد والوعيد، قولاً مني مع مَنْ يَقُوْلُ به، وأكفيه مَنْ أَبى القَبُوْلَ لَه.

  اللهم مَنْ شَهِدَ على مِثْلِ ما شَهْدْتُ به فاكتب شهادَتَهُ مع شهادتي، ومن أبى فاكْتُبْ شهادَتي مكانَ شهادَتِهِ، واجْعَلْ لي عَهَداً عِنْدَكَ يوم لقاك، إنَّك لا تخلف الميعاد.

  وأُشْهِدُكَ جلّ جلالك وملائكة عرشك ومن شهد لك بالوحدانية، أني مؤمن بك وبرسلك وأنبيائك وملائكتك، وبجميع كتبك وما أنزلتَ عليهم.