باب في ذكر الطلاق وهو الحادي عشر
  وبإسناده أن أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث الكندي زوجة النبي ÷ لما دخلت عليه، وكانت عائشة بنت أبي بكر قد قالت لها: إن أردت أن تحظي عند رسول الله ÷، فإذا مدَّ يَدَهُ إليكِ فقولي: «أعوذُ باللهِ مِنْكَ»، فَفَعَلَتْ مَا أَمَرَتْهَا؛ فَصَرَفَ النبي ÷ وجهَهُ عنها وقال: ((أَمِنَ عَائِذُ اللهِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ)) وكذلك فعل رسول الله ÷ في زوجته جوينة بنت أبي أسيد، وكان أبو أسيد الساعدي قدم بها على رسول الله ÷، فتولت عائشة وحفصة مشطها والقيام عليها، فقالت إحداهما [لها](١): إنَّ رسول الله ÷ يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: «أعوذ بالله منك»، فلما دخل عليها وأرخى الستر وأغلق الأبواب ومدّ يده إليها قالت: «أعوذ بالله منك»، فوضع كُمّه على وجهه واستتر وقال: ((عُذْتِ معَاذاً)) ثلاث مرات، ثُمَّ خرج فأمر أبا أسيد أن يلحقها بقومها، ومتعها بثوبي كتان(٢)، قال يحيى بن الحسين #: فَذُكِرَ أَنَّها ماتت كمداً(٣)، رحمة الله عليها.
(١) زيادة من (أ).
(٢) في (د): بثوبين من كتان.
(٣) الكمد: الحزن المكتوم. (هامش هـ).