باب تاسع: في ذكر الموت والجنائز
باب تاسع: في ذكر الموت والجنائز
  وبالإسناد المتقدم إلى يحيى بن الحسين # بإسناده أن النبي ÷: نهى عن الصراخ والصياح ولطم الوجه وخمشه وشق الجيب، وقال: ((تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ)).
  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ فَاجِرَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: صَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَشَقُّ جَيْبٍ، وَخَمْشُ وَجْهٍ، وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ صَوْتُ لَهْوٍ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ)).
  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((أَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ غَسَّلَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَمْ يَقْذِرْهُ(١)، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى عَوْرَتِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مِنْهُ سُوءًا، ثُمَّ شَيَّعَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى يُدَلَّى فِي قَبْرِهِ - خَرَجَ عُطْلًا مِنْ ذُنُوبِهِ)).
  وبإسناده عن أمير المؤمنين علي # قال: (لَمَّا أَخَذْتُ فِي غَسْلِ رَسُولِ اللهِ ÷ سَمِعْتُ مُنَادِياً يُنَادِي مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: لَا تَخْلَعُوا الْقَمِيصَ، قَالَ: فَغَسَلْنَا رَسُولَ اللهِ ÷ وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَغْسِلُهُ وَإِنَّ يَدَ غَيْرِي لَتَرَدَّدُ عَلَيْهِ، وَإِنِّي لَأُعَانُ عَلَى تَقْلِيبِهِ، وَلَقَدْ أَرَدَّتُ أَنْ أَكُبَّهُ فَنُودِيتُ: أَنْ لَا تُكِبَّهُ).
  وبإسناده عن علي # قال: (كَفَّنْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ يَمَانِيَّيْنِ أَحَدُهُمَا سَحْقٌ(٢)، وَقَمِيصٌ كَانَ يَتَجَمَّلُ فِيهِ(٣)).
(١) القَذر ضد النظافة، وشيء قذر: بيّن القذارة، وقذرت الشيء بالكسر وتقذّرته واستقذرته: إذا كرهته. (هامش هـ، ز).
(٢) السَّحْق: الثوب الخَلِق الذي انسحق وبلي، كأَنَّه من الانتفاع به. (نهاية).
(٣) في (و) وهامش (أ): به.