مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  
  الحمد لله ربّ العالمين حمداً يدوم بدوامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شبيه ولا مثال، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيّه وخليله، الذي تركنا على المحجّة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، أفصح الناس لساناً، وأصدقهم حديثاً، وأبينهم منطقاً، فكلامه تشريع وفعله وسكوته تشريع؛ كيف لا وقد قال عنه ربه جلّ وعلا: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ اِ۬لْهَوَيٰ ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٞ يُوحَيٰۖ ٤}[النجم]، القائل ÷: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كنتُ له شفيعاً يوم القيامة))، والقائل: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به ...)) إلخ، صلوات الله عليه وعلى آله سفن النجا ومصابيح الدجى الذين ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، حفّاظ الشريعة وأمناء ربّ الأرباب على البريّة، وبعد:
  لما كانت السنّة المطهّرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتمّ التسليم هي الأصل الثاني من أصول الشريعة، فإنك ترى أهل البيت $ هم فرسان ميدانها والسبّاقون إلى حفظها وتدوينها، فأوّل كتاب دُوِّنت فيه السنة المطهرة هو مسند الإمام الأعظم وسبط النبي الأكرم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ثم صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا $، وهكذا إلى أن أتى إمام اليمن محيي الفرائض والسنن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # فدوَّن الأحكام في الحلال والحرام والمنتخب وغيرهما.