درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في مثل ذلك وهو الثامن عشر

صفحة 143 - الجزء 1

باب في مثل ذلك وهو الثامن عشر

  وبالإسناد المتقدم إلى الإمام الهادي إلى الحق أمير المؤمنين يحيى بن الحسين # قال: حدثني عمي الحسن بن القاسم، قال: حدثني بعض من أثق به بإسناده يرفعه أنه قال: ((لَقَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ عَلَيْنَا وَمَا خَمْرُنَا إِلَّا مِنَ التَّمْرِ)).

  وبإسناده # في سبب نزول قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ فَتَبَيَّنُواْۖ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَيٰ إِلَيْكُمُ اُ۬لسَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِناٗ تَبْتَغُونَ عَرَضَ اَ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْيَا فَعِندَ اَ۬للَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۖ}⁣[النساء ٩٣]، قال⁣(⁣١): نزلت الآية في أسامة بن زيد حين بعثه رسول الله ÷ إلى أرض غطفان، ولم يكن بالمؤمر⁣(⁣٢) على السرية، فبلغ غطفان خبرهم فهربوا، وتخلف رجل من غطفان يقال له: المرداس بن نهيك⁣(⁣٣)، فلما رآهم خافهم فألجأ غنمه إلى كهف في الجبل، ثم استقبلهم فسلم عليهم وشهد شهادة الحق، فحمل عليه أسامة فطعنه وأخذ ماله، فنزل جبريل فأخبر النبيء ÷ بخبره، فلما قدموا على النبيء ÷، جعل صاحب السرية يثني على أسامة ورسول الله ÷ معرض عنه، حتى إذا فرغ الرجل قال له رسول الله ÷: ((يَا أُسَامَةُ، قَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَتَلْتَهُ، كَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟)) قال: يا رسول الله، إنما قالها تعوذاً منا، قالها بلسانه ولم يكن لها حقيقة في قلبه، فقال له النبيء ÷: ((أَفَلَا شَقَقْتَ عَلَى قَلْبِهِ فَنَظَرْتَ مَا فِيهِ))، فقال: إنما قلبه بضعة من جسده، فقال رسول الله ÷: ((إِنَّمَا أُمِرْتُ


(١) في (و): قيل.

(٢) في (أ): مؤمراً. وفي الهامش: بالمؤمر. نخ.

(٣) في (ب): بن نهير.