درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ذكر وفاته # وموضع قبره وبركته

صفحة 174 - الجزء 1

  مسألة إلّا وهو على ظهر فرسه في أكثر دهره، فكان # ابتدأ تأليف كتاب الأحكام في المدينة وخرج منها وقد بلغ كتاب البيوع، ثم ما أتمّ الكتاب إلّا إملاءً⁣(⁣١) على كاتب في مسيره وركوبه حتى فرغ الكتاب غير مرتب ولا متسق فرتبه بعد ذلك الحسن بن أبي حريصة⁣(⁣٢).

  وكان يحيى # قد هَّم بالتفرغ لنشر العلم فحالت المنية بينه وبين ذلك فالله المستعان.

ذكر وفاته # وموضع قبره وبركته

  توفي # بمدينة صعدة حرسها الله تعالى وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، توفي آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين، عشية الأحد لعشرٍ بقين من ذي الحجة، وكان ظهوره سنة ثمانين فكانت مدة خلافته ثمان عشرة سنة، أقام منها بمدينة صعدة وأعمالها ست عشرة سنة كما قدمنا⁣(⁣٣)، وكان # قد اعتل علة شديدة، وقيل: كان سببها أنه سقي سماً والله أعلم.

  وكان معه يوم وفاته ابنه محمد، فكان يوصيه بأحسن الوصية ويذكر الله سبحانه ويقول: يا بني، هذا يوم ألقى الله فيه، ولقد رجوت أن يبلغني الله الأمل في جهاد الظالمين ومنابذة الفاسقين والله غالب على أمره، فقال له ابنه محمد: بل


(١) في (ب): أملاه.

(٢) في الطبقات ومطلع البدور: أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي حريصة. وفي موضع آخر من الطبقات: علي بن الحسن بن أحمد بن أبي حريصة أبو الحسن. هكذا وجدته أثبت في نسخة صحيحة مقروءة ... إلخ.

(٣) في (أ، ج، ز): قدمناه.