ذكر وفاته # وموضع قبره وبركته
  وذلك أن يحيى # ركب ذات يوم على دابته وهو يومئذٍ بمدينة صعدة التي هي تحت الحصن إذ رأى # نوراً ساطعاً فسار نحوه حتى بلغ ذلك المكان فلم ير شيئاً، فالتفت خلفه فإذا النور خلفه، فرجع فسار قليلاً فلم ير شيئاً فالتفت فإذا النور خلفه، فتحرى # موضع ذلك النور بجهده ثم خط المسجد حرسه الله تعالى.
  وتوفي ¥ وعمارة المسجد مقدار نصف قامة الرجل، وما جمّع فيه # [بنفسه](١) سوى جمعة واحدة، واجتمع الناس للصلاة على يحيى بن الحسين فصلى عليه ابنه محمد فكبر خمساً، ولم يزل محمد قائماً حتى دفن |.
  وقيل: كان أصحابه أخذوا عليه أن من قتل معه أو مات دفن بجوار يحيى بن الحسين #.
  فأمر محمد بن يحيى # بحفر قبر يحيى # قِبْلي مقابر الشهداء من الطبريين وغيرهم من الصنعانيين والصعديين وسائر المسلمين، ومقبرتهم مشهورة يماني مسجده الجامع(٢)، وقبره # أظهر من أن توصف بركته وزيارته.
  ولما تظاهرت الناس بالبركة في مشهده وجامعه بنوا الدور بجواره وبالغوا فيها بالأثمان العظيمة، وتبادر إلى الحلول هنالك صلحاء أهل البلاد من أولاد الهادي $ وغيرهم من أهل صعدة حتى إن الدار هنالك لا توجد بدون ألف دينار هادوي.
(١) ساقط من (ب، هـ).
(٢) في (ب، د، و): مسجد الجامع.