درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[وصية أمير المؤمنين #]

صفحة 48 - الجزء 1

  فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَلَمْ [نَكُ]⁣(⁣١) نَعْبُدُكَ؟ فَيُقَالُ: بَلَى، وَلَكِنَّكُم كُنْتُم أَعْوَاناً لِلظَّالِمِينَ».

  وقال #: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((مَنْ سَوَّدَ عَلَيْنَا⁣(⁣٢) فَقَدْ شَرَّكَ فِي دِمَائِنَا)).

  وقال: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((لَا يَحِلُّ لِعَيْنٍ تَرَى اللَّهَ يُعْصَى فَتَطْرِفَ⁣(⁣٣) حَتَّى تُغَيِّرَ أَوْ تَنْصَرِفَ)).

  وقال: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُم الْجَنَّةَ: أَوْفُوا إِذَا وَعَدتُّمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ)).

  قال يحيى بن الحسين: تصديق ذلك في القرآن ظاهر.

  والغيبة والكبر من أخلاق الكافرين، وليست من أخلاق المؤمنين. وفي ذلك ما قال رسول الله ÷ للزبير وصاحبه حين تناولا من ماعز بن مالك من بعد أن رجمه رسول الله ÷، فقالا: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فهتك نفسه حتى رُجِمَ كما يُرْجَمُ الكلب، فسكت عنهما رسول الله ÷ حتى أجازا⁣(⁣٤) بجيفة حمارٍ شاغرٍ برجله، فقال لهما: ((انْزِلَا فَأَصِيبَا مِنْ هَذَا الْحِمَارِ))، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْأَكُلُ الْمَيْتَةَ؟! فَقَالَ: ((لَمَا أَصَبْتُمَا مِنْ صَاحِبِكُمَا آنِفاً أَعْظَمُ مِنْ إِصَابَتِكُمَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ، إِنَّهُ الآنَ لَيَتَقَمَّصُ⁣(⁣٥) فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ)).


(١) زيادة من (و).

(٢) أي: كثّر سواد عدونا. (هامش هـ).

(٣) قوله: ((فتطرف)) أي: ترد جفناً على جفن.

(٤) في (د، و): جازا.

(٥) أي: يتقلب وينغمس. (نهاية).