[وصية أمير المؤمنين #]
  فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَلَمْ [نَكُ](١) نَعْبُدُكَ؟ فَيُقَالُ: بَلَى، وَلَكِنَّكُم كُنْتُم أَعْوَاناً لِلظَّالِمِينَ».
  وقال #: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((مَنْ سَوَّدَ عَلَيْنَا(٢) فَقَدْ شَرَّكَ فِي دِمَائِنَا)).
  وقال: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((لَا يَحِلُّ لِعَيْنٍ تَرَى اللَّهَ يُعْصَى فَتَطْرِفَ(٣) حَتَّى تُغَيِّرَ أَوْ تَنْصَرِفَ)).
  وقال: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُم الْجَنَّةَ: أَوْفُوا إِذَا وَعَدتُّمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ)).
  قال يحيى بن الحسين: تصديق ذلك في القرآن ظاهر.
  والغيبة والكبر من أخلاق الكافرين، وليست من أخلاق المؤمنين. وفي ذلك ما قال رسول الله ÷ للزبير وصاحبه حين تناولا من ماعز بن مالك من بعد أن رجمه رسول الله ÷، فقالا: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فهتك نفسه حتى رُجِمَ كما يُرْجَمُ الكلب، فسكت عنهما رسول الله ÷ حتى أجازا(٤) بجيفة حمارٍ شاغرٍ برجله، فقال لهما: ((انْزِلَا فَأَصِيبَا مِنْ هَذَا الْحِمَارِ))، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْأَكُلُ الْمَيْتَةَ؟! فَقَالَ: ((لَمَا أَصَبْتُمَا مِنْ صَاحِبِكُمَا آنِفاً أَعْظَمُ مِنْ إِصَابَتِكُمَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ، إِنَّهُ الآنَ لَيَتَقَمَّصُ(٥) فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ)).
(١) زيادة من (و).
(٢) أي: كثّر سواد عدونا. (هامش هـ).
(٣) قوله: ((فتطرف)) أي: ترد جفناً على جفن.
(٤) في (د، و): جازا.
(٥) أي: يتقلب وينغمس. (نهاية).