مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 55 - الجزء 1

  يصور لنا مدى الغفلة وشدة استحكامها في قلب ذلك الرجل، وأنها في ذلك بمنزلة من خلقه الله غافلاً، وخلق فيه الغفلة.

  - قوله تعالى: {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧٠}⁣[يس].

  {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧}⁣[يس].

  {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ}⁣[السجدة: ١٣].

  لا دلالة في هذه الآيات على ما تذهب إليه أهل السنة، ومعناها ظاهر في غير ما تقول، والقول المراد به الوعيد الذي حكم به رب العالمين بالنار لمن أشرك به وعصاه، ووعده ووعيده حق لا بد من أن يحق ويحصل على الكافرين.

  - قوله تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}⁣[آل عمران: ١٧٨]:

  تفسير أهل السنة: أن الله تعالى يمهل الكافرين ويمد في أعمارهم من أجل أن يعصوه بارتكاب المآثم والعظائم ليزدادوا إثماً، ثم يدخلهم النار، وبذلك نعلم أن الله تعالى يريد المعاصي والمآثم والشرك والكفر.

  تفسير العدلية: أن الله تعالى يمهل الكافرين ويمد في أعمارهم من أجل أن يتذكروا ويتقوا، غير أنهم لما بدلوا التذكر والتقوى بارتكاب المآثم والتوغل في العظائم حتى كأنهم خلقوا لذلك وأمهلوا من أجله؛ فجيء باللام إشعاراً بهذا المعنى،