مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 56 - الجزء 1

  وتسمى هذه اللام عند بعض أهل اللغة (لام العاقبة)، ومثل هذه اللام اللام التي في قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}⁣[القصص: ٨]، والمعلوم أنهم لم يلتقطوه من أجل هذا الغرض، وإنما التقطوه لما حكاه الله في قوله: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٩}⁣[القصص].

  غير أنه لما صار موسى في الأخير عدواً وحزناً لآل فرعون جيء بهذه اللام التي تسمى لام العاقبة.

  - قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا}⁣[الأنعام: ١٢٣].

  - {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الفرقان: ٣١].

  - {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}⁣[فصلت: ٢٥].

  تفسير أهل السنة: أن الله سبحانه وتعالى قد أراد وشاء خلق الإجرام والكفر والتكذيب في المجرمين وأنه يريد منهم فعل ذلك ضد الأنبياء والصالحين.

  تفسير العدلية: أن الله تعالى حين كلف عباده قد وكلهم في حسن اختيارهم إلى أنفسهم {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩]، وخلى سبحانه وتعالى بينهم وبين ما أرادوا