مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 57 - الجزء 1

  فعله من طاعة أو عصيان؛ لذلك سمى الله تعالى ذلك التفويض وتلك التخلية جعلاً، وهذا من المجازات القرآنية وهو كثير في لغة العرب، وهو من أبواب البلاغة والفصاحة.

  - قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ٢٨}⁣[الكهف: ٢٨]:

  تفسير أهل السنة: أن الله تعالى هو الذي خلق الغفلة في قلب الكافر، وخلق الكفر فيه وأراده وشاءه وقضاه وقدره.

  تفسير العدلية: أن الله تعالى يسلب الألطاف الزائدة عن المعرضين عن ذكره بخلاف المؤمنين فإنه تعالى يمدهم بالألطاف والتنوير والفرقان وزيادة البصيرة و ... إلخ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}⁣[محمد]، {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}⁣[الأنفال: ٢٩]، {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا}⁣[الحديد: ٢٨]، ونحو ذلك من الآيات.

  فسمى الله حرمانه ذلك عن المعرضين إغفالاً، وهذا معنى ظاهر مكشوف متناسب مع عدل الله وحكمته وسعة رحمته، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}⁣[يونس]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ٤٠}⁣[النساء].

  - قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}⁣[البقرة: ١٠]: