مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 58 - الجزء 1

  تفسير أهل السنة: في قلوب المنافقين كفر ونفاق فزادهم الله على ذلك كفراً ونفاقاً، مما يدل على أن الله تعالى هو الذي خلق الكفر والنفاق وأراده وشاءه.

  تفسير العدلية: في قلوب المنافقين كفر ونفاق، وكلما أنزل الله سورة أو آيات شكّوا فيها وكفروا بها في قلوبهم؛ فازدادوا بسبب ذلك كفراً إلى كفرهم، ونفاقاً إلى نفاقهم.

  غير أن الله سبحانه وتعالى لما كان هو الذي أنزل القرآن والآيات التي هي السبب في حدوث الكفر والنفاق أسند تعالى زيادة الكفر والنفاق إليه على سبيل التوسع والمجاز، وهذا المجاز من المجازات الواسعة في اللغة.

  - قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ}⁣[البقرة: ٢٥٣]:

  تفسير أهل السنة، قالوا: إن الله تعالى قد أراد وشاء أن يقتتل المختلفون، وأن يحصل بينهم التظالم، وسفك الدماء المحرمة، وإزهاق الأرواح، وما يحصل في ذلك من البغي والعدوان.

  تفسير العدلية: أن الله لو شاء أن يجبرهم على ترك المقاتلة، ويقسرهم على تركها قسراً لفعل، غير أنه تعالى قد شاء أن يكونوا مختارين؛ لذلك حصل ما حصل من القتل والبغي والعدوان.

  - قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}⁣[الرعد: ١٥]: