مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 69 - الجزء 1

  الأرض أو تطير بها فوق السحاب أو في الفضاء الخارجي.

  ٤ - قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}⁣[الرحمن]، {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠}⁣[الليل]، وما أشبه ذلك مما ذكر فيه الوجه، يستدل بذلك الحنابلة على أن لله تعالى وتقدس وجهاً.

  وأجيب عليهم:

  بأنهم فهموا من ذلك غير ما يريد الله تعالى، جهلاً منهم بأساليب العرب في لغتها، وذلك أن العرب يذكرون اسم الوجه من غير أن يقصدوا به العضو المخصوص كما في قولهم: هذا وجه الرأي، يريدون: هذا هو الرأي، وفي القرآن الكريم: {وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ}⁣[آل عمران: ٧٢]، وليس للنهار وجه، وقال سبحانه: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة: ١٤٤]، والمراد بدنك كله لا وجهك فقط.

  وحينئذ فمعنى الآية: أن كل شيء موجود سيفنى وينتهي تماماً إلا الله تعالى فإنه سيبقى ولا يفنى، {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}⁣[الحديد: ٣].

  ولو كان المراد بالآية المعنى الحقيقي للوجه لكان المعنى أن البقاء للوجه فقط، أما ما سوى الوجه فإنه سيفنى.

  وبعد، فإن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بصفات الأجسام المحدثة، فلا يصح وصفه بكلية ولا جزئية، ولا أعضاء ولا جوارح، ولا ... ولا ... إلخ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى].