التوحيد
  ٥ - قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ١٠]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، وقوله ÷: «وكلتا يدي ربي يمين»، وما أشبه ذلك مما ذكر فيه اليدان.
  يستدل بذلك الحنابلة على أن لله تعالى يدين اثنتين، وكلتا يديه يمين، ويزيدون فيقولون: تليق بجلاله، ويقولون: إن الإيمان بذلك من حقائق التوحيد، ويصفون من نفى ذلك عن الله ونزهه عن الأعضاء والجوارح بأنه معطل.
  وقد أجيب عليهم:
  بأنهم إنما قالوا ذلك لقلة معرفتهم بأساليب اللغة العربية، وبعدهم عن معرفة كلام العرب، ومن هنا فسروا تلك الآيات وما شاكلها على غير ما يراد من معانيها.
  والتفسير الصحيح لما تقدم:
  أما قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ١٠]، فالمعنى المراد: هو أن قوة الله تعالى فوق قوتهم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}[الذاريات: ٤٧]، أي بقوة، واليد واليدان يفسر في لغة العرب بالقوة، ومنه قولهم: ليس لي به يدان، أي: ليس لي به قوة ولا طاقة.