التوحيد
  ٦ - قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ٣٩}[طه]، {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤]، {سَمِيعٌ بَصِيرٌ ١}[المجادلة]، يستدل بذلك الحنابلة وبما أشبهه على أن لله تعالى عينين، وأن له سمعاً وبصراً يليق بجلاله.
  وأجيب عليهم:
  بأن ذكر العين في ذلك يراد به الحفظ، ولا يصح تفسيره بالعين المبصرة، وذلك أن موسى لم يرب فوق عين الله، ولم تجر سفينة نوح في أعين الله، ولا نظن أن أحداً سيقول ذلك.
  وقوله تعالى: {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} المعني بهذين الاسمين: أن الله ﷻ يسمع جميع الأصوات ويعلمها، ويرى جميع المرئيات ويعلمها من غير أن يكون له آلة سمع، ولا آلة بصر، ولا يجوز قياسه على المخلوق الضعيف الذي لا يبصر ولا يسمع إلا بواسطة آلات البصر والسمع.
  ٧ - قوله تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]، هو عبارة عن إحاطة قدرة الله تعالى بالسماوات وما فيهما، وكذلك قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ}[الزمر: ٦٧]، هو عبارة عما ذكرنا، وليس هناك قبضة ولا يمين، وإنما هو عبارة عن استيلاء قدرة الله بالسماوات والأرض، فصور لنا الله تعالى ذلك بصورة محسوسة مكشوفة ليوضح لنا