مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 73 - الجزء 1

  استحكام قدرته واستيلائها على السماوات والأرض ...

  ٨ - قوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}⁣[الزمر: ٥٦]، المراد: في طاعة الله.

  ودليل ذلك: أن التفريط من المفرطين لا يكون إلا بالإخلال بطاعة الله تعالى.

  وبعد، فإن الجنب بمعناه الحقيقي من صفات المخلوق الضعيف والله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١].

  ٩ - حديث: قالت: في السماء - حديث آحادي، والأحاديث الآحادية إذا صحت لا تفيد إلا الظن، والمطلوب العلم القاطع.

  وبعد، فالله تعالى غني عن المكان؛ فليس في السماء ولا في الأرض، تعالى عن الحلول والتمكن؛ فإنه سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والأرض، وخلق جميع الأمكنة والأزمنة، «كان الله ولا مكان ولا زمان ....».

  ١٠ - حديث: «إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في آخر ساعة تبقى من الليل ...» يستدل بهذا الحديث الحنابلة على أن الله تعالى ينزل ويصعد.

  وأجيب عليهم:

  بأن الله تعالى أعظم وأجل من أن ينزل ويصعد؛ لأنه تعالى ليس بجسم، والنزول والصعود من خصائص الأجسام.