التوحيد
  والمعنى المراد بنزول الله تبارك وتعالى نزول رحمته، وفتح باب إجابته، وقد جاء نحو هذا التفسير مرفوعاً عن النبي ÷ في روايات الزيدية.
  وبعد، فتفسير الحنابلة للحديث يهدم عليهم عقائدهم، وذلك أن الليل يدور على الكرة الأرضية باستمرار، وحينئذٍ فالسحَر وآخر ساعة من الليل لا يزالان يدوران على الكرة الأرضية.
  وعلى حسب تفسير الحنابلة لا يزال الله تعالى وتقدس نازلاً في سماء الدنيا غير منفك عنها، يُتابع الأسحار المتعاقبة على بلدان الأرض، فما إن ينتهي السَّحَر في الصين ويطلع فيها الفجر حتى يبدأ السحر في الهند، وما إن ينتهي فيها حتى يبدأ السحر في الباكستان وينتهي، ثم يبدأ السحر في إيران وينتهي، ثم يجيء السحر في بلاد الشام وينتهي، ثم يبدأ السحر في مصر وينتهي ... ثم ... ثم ... إلخ، وحينئذ يهدم عليهم العرش والكرسي والاستقرار عليهما!
  ١١ - حديث: «إن الله خلق آدم على صورته ...»:
  أجيب عليهم بأن الحديث من أحاديث الآحاد، ولا تفيد إن صحت إلا الظن، والظن لا يجوز الاعتماد عليه في المعارف الإلهية وما يلحق بها، وهذا مع ما في ظاهر هذا الحديث من التصريح بحقيقة التشبيه لله تعالى بخلقه، والله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].