التوحيد
  ١٢ - حديث: «إن الله تعالى يضع قدمه في النار فتقول: قط قط ...»، يستدل الحنابلة بهذا الحديث على مذهبهم من أن لله تعالى أعضاء وجوارح.
  وأجيب عليهم: بأن الحديث حديث آحادي لا يجوز الاعتماد عليه كما قدمنا، بالإضافة إلى ما في الحديث من المعارضة والمناقضة لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
  ١٣ - حديث: «إن الله تعالى يضحك إلى أوليائه حتى تبدو نواجذه» يستدل بهذا الحديث وأمثاله الحنابلة على ما يذهبون إليه من حقيقة الأعضاء والجوارح التي يجعلونها من صفات الله تعالى.
  وقد أجيب عليهم:
  بأن الأعضاء والجوارح من صفات الحيوانات المحدثة، والله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وأيضاً الحنابلة مجمعون مع غيرهم من علماء المسلمين على أن الله تعالى ليس له شبيه ولا مثيل، وعلى أن من شبه الله تعالى بخلقه فقد كفر.
  وحينئذ فيقال لهم: إنكم أيها الحنابلة قد أفرطتم في تشبيه الله تعالى بخلقه حيث جعلتم له يدين وقدمين، وجنباً ووجهاً وعينين، وفماً وشفتين، يضحك حتى تبدوا نواجذه، وقلتم إنه مستقر على سرير، ذو مكان في السماء، يصعد وينزل ويمشي