نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في البحث عن أسباب النجاة]

صفحة 106 - الجزء 1

  هنالك ومن أجل ذلك تجلت لها الحقائق، وعزمت على البحث عن حياة تختلف عن هذه الحياة، تغيرت نظرتها كاملة عما الناس فيه وتوجهت بعزم قوي وإرادة جبارة تبحث عن أهل الدين وتراسلهم قائلة: كيف المخرج؟ وأين الطريق الموصلة إلى حياة أبدية، وسعادة سرمدية؟ صدق الله العظيم القائل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}⁣[محمد].

  تنظر في أفعال فرعون الجبار، من القتل والظلم، والتكبر والتجبر، فتزداد وحشة من بيت الملك، وتنظر في أعوانه عبيد الدنيا وفي أفعالهم المروعة من تنفيذ أوامر فرعون الطاغية فتكره الحياة، وتعيش وحيدة، عند ذلك قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١}.

  من أجل ذلك كله خلّد الله ذكرها في أشرف كتاب أنزله على أفضل نبي من أنبيائه، خلد الله ذكرها إلى يوم القيامة، روي أن الله زوّجها بخير خلقه نبينا محمد ÷.

  ولما علم فرعون - لعنه الله - بإسلامها قتلها شر قتلة، فصبرت وظفرت بالشهادة وأحيا الله ذكرها بعد الممات، فسبحان من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

  رحمكِ اللهُ يا آسية، وسلام الله على روحك الطاهرة يوم أسلمتِ، ويوم قتلتِ، ويوم تبعثين حية، وصلى الله وسلم على خير خلقه وعلى آله الطاهرين.