نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في معرفة الله والتفكر]

صفحة 108 - الجزء 1

  من ذلك السماء هي أكبر ما نشاهده في هذا الكون هي قابلة للزيادة والنقص، هي قابلة للصغر والكبر، فلو قربت منا لكانت أصغر مما هي عليه، ولو بعدت لكانت أكبر، وما ذلك إلا لأنها مخلوقة بهذا الحجم باختيار مختار قدرها، وقادر حكيم خلقها.

  نعم، فكري أيتها المؤمنة من الذي خلق أول ما زرع في الدنيا من الحبوب والأشجار، وكذلك أول مخلوق من الحيوانات ومن ذلك الإنسان؟ إنه الله الذي يخلق الأشياء من العدم، كذلك كل ما يطير في السماء أو يسبح في البحار، الله الذي خلق الجميع بقدرته الباهرة ودقة حكمته البالغة، من الذي يتولى تنمية كل حيوان في بطن أمه، وكذلك ما يخلقه الله في البيض؟ إنه أقدر القادرين.

  خلق الطيور أشكالاً مختلفة في صورها وشكلها وكبرها وصغرها، فكري أيتها العاقلة من الذي صبغها بتلك الألوان الجميلة، من أسود إلى أبيض إلى أحمر وأخضر ورمادي ووردي وبُنِّي ومشكَّل وغير ذلك، إنه الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  من الذي أقدرها على الطيران تجوب السماء حيثما شاءت، خلق لها أصواتاً مختلفة لا يختلف صوت الصغير إذا كبر عن صوت والديه وجميع الأسرار التي في الآباء يودعه الله في الأبناء، الهدهد مثلاً يكبر الصغير وهو متخلق بطبع والديه يغيب عنا فترة ويظهر أخرى وعلى هذه الطريقة جرت حكمة الله.