نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في معرفة الله والتفكر]

صفحة 109 - الجزء 1

  فكري في صور بني آدم الذكر والأنثى كيف خالف بينها ربنا - جلت عظمته - وكذلك الأصوات فإنكِ لا ترين رجلين أو امرأتين في صورة واحدة، كل واحد من الأسرة له طبع وهواية تختلف عن غيره، وجعل سبحانه لبني آدم إرادات كذلك مختلفة.

  عندما سئل أمير المؤمنين: بماذا عرفت ربك؟ قال: (بنقض العزائم) صدق سلام الله عليه، الإنسان يعزم على أمر في أي وقت من طاعة أو عمل دنيوي، وفي وقت آخر تنتقض تلك العزيمة.

  نعم، يخلق الله الحيوان في بطن أمه، ويركب فيه كل ما يحتاج إليه إذا خرج في الدنيا، يخلق فيه رجلين ويدين وفماً ولساناً وعينين ومداخل لغذائه ومخارج لما يخرج منه، يخلق فيه كبداً ورئة وأمعاء وكلاء، ويكسيه بشراً أو شعراً، الحيوانات غير الإنسان ما تلبث إلا أياماً وتقوم بأنفسها؛ لعجز أمهاتها عن القيام بما يصلحها بخلاف الإنسان؛ لأن الله أعطى الأم قدرة على تربية أولادها، يكتب لها بسبب ذلك ثواباً عظيماً؛ لأنها مكلفة بسبب عقلها.

  فكري في السماء وما أجملها! من الذي زينها بالكواكب المضيئة؟ من الذي مد الأرض ونصب فيها الجبال، وكساها بأنواع الزهور؟ قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٧}⁣[ق]، فهذه وما شاكلها دلائل قدرته، فمن كان كذلك فإنه لا يشبه المخلوقين في ذاته وصفاته وأفعاله، وهذه عقيدة آل رسول الله أجمعين، أولهم