[في معرفة الله والتفكر]
  لأحد من أهل النار ولا حجة، وقد حكى الله قول المؤمنين الشاهدين لله بالحجة قائلين: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}[آل عمران: ١٩٣]، وحكى مقالة أعداء الله أصحاب الخلود في عذاب الله {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ١٠}[الملك].
  وعليكِ أن تعتقدي بقلبك وترسخي في عقيدتك أن لله في كل ما جهلناه حكمة بالغة، مثلاً الأشياء التي نتأذى بها مثل الذباب والنامس والدواب المؤذية والسموم والشوك وغير ذلك، عليك أن تُسَلِّمِي أن لله فيها وفي أمثالها مما جهلنا وجه الحكمة فيها حكمة بالغة؛ لأنه بكل شيء عليم، ولا يفعل غير الحكمة إلا الجاهل أو المحتاج، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.