[في معرفة الله والتفكر]
  أمير المؤمنين كرم الله وجهه، قال في صفة ربنا وتعريفه: (من تفكر في الخالق ألحد، ومن تفكر في المخلوق وحد)، وقال #: (التوحيد ألا تتوهمه، والعدل ألا تتهمه) أراد أن لا تتوهمه بصفة أو فعل من صفات المخلوقين وأفعالهم.
  فعليكِ أن تعرفي الله بهذه المعرفة، عليك أن لا تتوهمي الله أو تتصوريه، وما عليك إلا الإيمان برب موجود قادر عالم، حي سميع بصير، لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، تعالى عن صفة المخلوقين علواً كبيراً.
  ثم بعد ذلك تعتقدين أن الله عدل حكيم لا يظلم أحداً من خلقه، ولا يفعل خلاف الحكمة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  نعم، الله سبحانه وتعالى غني عن كل شيء، وعالم بكل شيء، ومن جملة ما يعلمه أن الظلم قبيح، ومن كان عالماً بكل شيء وغنياً عن كل شيء فإنه لا يفعل الظلم، ولا يفعل خلاف ما فيه الحكمة، فالإنسان لا يظلم إلا لجهله، أو لحاجته لخلاف ما فيه الحكمة، مثلاً يظلم الناس لأخذ ما في أيديهم ليستنفع به لأنه محتاج، أو يفعل خلاف ما فيه الحكمة لأنه جاهل لذلك، بخلاف من هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير.
  نعم، ويجب عليكِ أيتها المؤمنة أن تعلمي وتعتقدي أن الرسول ÷ أرسله الله لتبليغ دينه، وأنه لا عذر يوم القيامة