[في الحشمة وغض البصر]
[في الحشمة وغض البصر]
  
  الحشمة وغض البصر عما لا يجوز، وحفظ الفروج من أقوى الأسباب في بركة النسل وصلاح الذرية(١)، شاهد ذلك من كتاب الله قال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ١٢}[التحريم].
  نعم، ما قص الله في شأن هذه السيدة الطاهرة وما عانت في مجتمعها، وما لاقت من ابتلاء الله لها وتمحيصها مدرسةٌ كاملة لكل صاحبة عقل زكي وقلب نقي، فينبغي على المؤمنة إذا قرأت كتاب الله أو كانت مستمعة ووصلت عند ذكر مريم البتول الطاهرة أن تتأمل جيداً فيما ذكر الله عنها وفي شأنها، فالصالحون والصالحات قدوة أحياء وأمواتاً.
  وكذلك يجب التأمل في كتاب الله والتدبر له كله، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}[محمد]، فالقرآن دليل كل مؤمن ومؤمنة في دار التكليف، وشاهدٌ لهم يوم القيامة بالعمل بأحكامه وحجة دامغة يوم القيامة، وعدوٌ لدود
(١) وتيسير الرزق، {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٧}[آل عمران].