نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في الحشمة وغض البصر]

صفحة 118 - الجزء 1

  لأعداء الله يوم الطامة، نسأل الله السلامة من الفضائح والخزي والعار وهتك الأستار إنه سميع مجيب.

  نعم، التساهل في تربية الأولاد والبنات لا ينبغي فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر، فينبغي للمرأة المؤمنة أن تلزم بيتها وتترك مجالس اللهو واللغو، فمجالسة الغافلات عن الدين تقسي القلوب وتورث الذنوب ويحصل بسبب تلك المجالسة إهمال وتقصير في حق الزوج والأولاد، وللمؤمنة شغل كاف في إرضاء زوجها وتربية أولادها ونظافة بيتها وما يعنيها أمره، وعليها بتلاوة كتاب الله والإكثار من ذكر الله، فذكر الله سبب في راحة القلوب قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}⁣[البقرة: ١٥٢]، فالذاكر لله ينور الله بصائره ويمده بعونه وألطافه.

  وقد اعتزلت مريم الطاهرة عن قراباتها ومجتمعها من أجل ذكر الله قال تعالى فيما حكى عنها: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ١٦}⁣[مريم].

  ولتعلم كل مؤمنة أن الله ما خلقنا في هذه الدنيا لأجل الدنيا بل خلقنا لأجل الآخرة؛ لأن الدنيا عمرها قصير وشرها كبير، فعند غروب كل شمس وعند طلوعها يظهر حساب كل مكلف فيما عمل في يومه وليلته؛ فاغنمي أيتها المؤمنة لياليك وأيامك، واشغلي وقتك بما تقدمين عليه غداً من الأعمال الصالحة، قال الله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}⁣[المزمل: ٢٠].