[فعل السبب]
  قبورهم لنا عبرة وغداً نكون لمن يأتي بعدنا معتبراً.
  فالسعيدة –والله - من النساء من قتلت الشهوات بذكر الموت والغربة في اللحود وترك الأهل والزوج والأولاد، السعيدة من كسبت خيراً من الصالحات تَقْدُمُ عليه يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ٨٩}[الشعراء].
  السعيدة من بنت لها القصور في جنات النعيم على جبال الحمد وعلى ضفاف الأنهار الجارية، ونصبت لها خيام الدُّرِّ بين المناظر البهية ووجوه الخدم المرضية، السعيدة من ينادى باسمها غداً بين الفائزين، آخذة كتابها بيمينها قائلة: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ١٩}[الحاقة]، حازت الملك في جنة الفردوس بإيمانها وعملها الصالح في هذه الدنيا الفانية سريعة الزوال وشيكة الانتقال، ترى الغافلات من الكافرات والمنافقات يوم القيامة وقد اسودت وجوههن، يسحبن في السلاسل والأغلال ويقذفن في نار وقودها الناس والحجارة.
  فعليك - أيتها التقية - باغتنام بقية العمر، يقول النبي ÷: «بقية العمر لا ثمن له».
  ولا تغتري بما في أيدي الغافلات من الحطام اللاتي ضيعن أيامهن في اللعب والشهوات، وفي متابعة الحلقات وعلى الجوالات، وافرحي بحسنة تقدميها فأنت عليها قادمة، وعلى ثوابها - إن شاء الله - حاصلة إذا لم تحبطيها بالمعاصي.