[الصبر]
  ساعات الأيام الباقية من عمرها أغلى - والله - من الفضة والذهب يقول النبي ÷: «بقية العمر لا ثمن له».
  نعم، لقد ذكر الله في القرآن قصة ظريفة وهي أن مريم البتول الطاهرة أم النبي عيسى # وعظت نبياً من أنبياء الله وهو زكريا # الذي كان عديم الولد، وذلك عندما دخل عليها وبين يديها خضر وفواكه ولم يكن ذلك الحين وقته فتعجب قائلاً #: {يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} فأجابت عليه: {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٧}[آل عمران]، فذكرته بوعظها فدعا ربه أن يرزقه ولداً، وقد كانت امرأته عاقراً وهو في سن الكبر؛ فرزقه الله بيحيى بن زكريا @ {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}[الحديد].
  وكذلك قصة بلقيس الملكة عندما جنَّبَت أهل مملكتها من غزو نبي الله سليمان # قالت: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٣٤}[النمل]، ولما وصلت إلى نبي الله سليمان ورأت ما بهر عقلها أسلمت مع نبي الله سليمان #، وهذا دليل واضح على نعمة الله العظيمة بالعقل إذا استعمله صاحبه في طاعة الله فإنه يرقى بصاحبه إلى الدرجات الرفيعة.
  فعلى المؤمنة التقية من الأمهات والبنات أن يسعدن بالعلم يسعدن بتعلمه وتعليمه وأن يساهمن في حياة القلوب الميتة وفي