نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[بعض الخلائق المحمودة]

صفحة 157 - الجزء 1

  ولقد وقَفْتُ على قبر السيدة حليمة السعدية رضوان الله عليها في البقيع مع مجموعة من الإخوان وقد عمت مشاعري الدهشة من الفضل الذي حازته، فعندما قربت من قبرها قلت: صدق الله العظيم {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}⁣[الحديد].

  وُفِّقَت أن تكون بسبب الرحمة أماً لخير البشرية فكم لصق لحمه بلحمها، وكم تغذى بلبنها، وكم نام هادئاً بعنايتها، وهل يضيع الجميل رسول الله ÷، فبسبب الرحمة ملأ ذكرها كتب علماء المسلمين، فالترضية عليها من عهد رسول الله ÷ عمت مشارق الأرض ومغاربها، وزوارها يفدون إلى قبرها كذلك من جميع أنحاء العالم، فهي حقيقة أن يقول مَنْ ذكرها أو وقف على قبرها: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}⁣[الحديد].

  فعليك أيتها المؤمنة بالصدق ورسخي اليقين في قلبك بما وعد الله المتقين، وعليك برحمة والديك وزوجك إن كنت من ذوات الأزواج، ارحمي المساكين والضعفاء، ارحمي أهل الفقر والمسكنة وأهل البلاء، عودي نفسك الرحمة وابتعدي عن صاحبات القلوب القاسية المغرورات المفتونات فإن قاسي القلب من الله بعيد، ولا يتم لامرأة الصدق واليقين والرحمة إلا بالصبر، فالصبر مفتاح لكل خير ومغلاق لكل شر.