نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[صلة الأرحام]

صفحة 160 - الجزء 1

  لا يبخلن على أنفسهن بدفع السيئة بالتي هي أحسن فبالتغاضي عن الحقوق تكون المؤمنة مرضية لخالقها وصولة للرحم معينة لقراباتها على الطاعة فهي بتلك الخلائق لله مرضية تجلب بنواياها الحسنة من الله كل خير وتدفع بإحسانها ذلك الكثير من الشرور، ولقائل يقول: يا سبحان الله الرجال يأخذون حقوق النساء ويمنعون المواريث وهذا الكلام يفيد أن المسكينة المظلومة تتنازل عن حقوقها وتكظم غيظها؛ كي تسعى بجهدها هذا لإنقاذ من ظلمها وأصر على أخذ حقوقها، قلت: لا شك في ذلك وأن الأمر كذلك ولنا بالأنبياء À أسوة حسنة، هذا حبيب الله المصطفى ÷ هُضِم وظُلِم وطُرِد وشُرِّد كيف كان فعله بقرابته وأرحامه عندما فتح الله عليه مكة وقد مكنه الله من رقابهم واقتلاع جرثومتهم فعفا عنهم وصفح وخاطبهم قائلاً: «ما تظنون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيراً أخ وابن أخ كريم، قال: «فاذهبوا فأنتم الطلقاء» أو كما قال ÷.

  وأين كانت عاقبة نبي الله يوسف بن يعقوب ~ بسبب صبره وعفوه وحلمه عن إخوانه، فلولا أنهم تابوا وبين الله ذلك في القرآن لنَقِمَ عليهم كل من قرأ قصتهم.

  فالصابرة من النساء المتغاضية لها بالأنبياء أسوة وهي ممن أعانت على طاعة الله وسوف يرزقها الله في دنياها ويجزل لها العطاء في آخرتها وهذا عين البرِّ، والتعاون على البر والتقوى أن