[صلة الأرحام]
  تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}[فصلت].
  ولا تكون الدنيا رخيصة إلا عند الخاصة من المؤمنين والمؤمنات من عرفوا الدنيا أنها جيفة كما قال أمير المؤمنين #، وبالتغاضي والصبر والسماحة من المؤمنات عن أرحامهن هن مرضيات لله ø مرضيات لوالديهن محمودات في سماء الله بين ملائكته وفي أرضه بين عباده، وهل فاز بالجنة إلا أهل الصبر والسماحة.
  انظري أيتها المؤمنة، وفكري بعقلك لو أن امرأة لها ميراث يفوق الملايين عند إخوانها وهي بحاجة هي وأولادها ويعلم بذلك القاصي والداني من أهل بلائدها غير أنها علمت أن نفوسهم على ذلك الميراث شحيحة وأنها لو تقاضت مالها من الميراث عندهم لقطعوا زيارتها وضيفتها وتجرموا عليها صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، فعزمت بعد ذلك على العفو عنهم ومسامحتهم فيما عندهم احتساباً منها للثواب من الله ومحافظة على صلاح ذات البين وصلة للرحم هل تكون بهذه الطريقة مذمومة عند أحد من خلق الله؟ أم تكون محمودة عند أهل سماء الله وأهل أرضه؟ معينة لأهلها أو لبعضهم على العودة إلى الصواب والتوبة والرجوع عن غيهم وتعنتهم، بل هي - والله - محسنة غاية الإحسان {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥}[فصلت].