[الرضا بحكم الله]
  فيجب على كل واحد من الخصوم أن لا يحمل العداوة والضغينة على خصمه بعد الحكم سواء كان المحكوم عليه أم له فتلك آداب الإسلام التي يصون الإنسان معها دينه، ويثبت على يقينه، فالتسامح من شيم الصالحين، وقد دعا رسول الله ÷ لمن كان سمحاً في بيعه وشرائه ومعاملاته بالرحمة.
  فالقرآن قائد لا يُضِل وشاهد لا ينسى، وصادق لا يكذب، فالسعيد من جعله قائده، والخوف من العذاب والخلود في النار سائقه، فلا تُنالُ الرغائب إلا بتعب القلوب والأبدان والتغافل عن هفوات الآخرين والنسيان، وقد مدح الله الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، شُتِم رسول الله ÷ فصبر، وظُلِم فغفر، وكان لا يغضب لنفسه قط عليه وآله أزكى الصلوات والتسليم وسلم تسليماً كثيراً.