[الرضا بحكم الله]
[الرضا بحكم الله]
  
  يقول ربنا جلت عظمته: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}[النساء]، من الذي ألح على الله حتى أقسم؟ وما هو السبب في قسمه؟ هل غَضَبُ النبي ÷ على أحد الغريمين لتمرده ورفضه حكم رسول الله ÷ أم هو حريق دم المظلوم الذي لا يجد ناصراً ولا في يده حيلة لاستيفاء حقه؟ أم هو من الله تعظيم للحق ووجوب قبوله، وأن الراد له خارج من ربقة الإسلام ومن دائرة الإيمان؟ أم هو كل ما ذكر؟
  والعجب كل العجب أن بعض الغرماء يطلب حكم الله من غريمه فإذا حُكِمَ عليه لغريمه بحكم تمرد وعتى ورفض حكم الله وطغى، وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ٤٨ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ٤٩}[النور]، صدق الله العظيم.
  نعم، يحصل بسبب المشاجرة والخصام عداوة في القلب وتقاطع بين الأرحام والأقارب ويقع بسبب ذلك ظلم من بعض الناس الأقوياء على الضعفاء فأمر الله بالتحكيم لقطع الخلاف غير أنه أوجب على الخصمين أو الخصوم الرضا بحكم الله والتسليم لقضائه مؤكداً ذلك بقوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}.