نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الحاجة إلى الدعاء]

صفحة 38 - الجزء 1

  بعض الأسر يسهرون لياليهم من شقاق بعض أولادهم أو بعض نسائهم ويكرهون ما في أيديهم لأجل ما هم فيه من الصياح والنياح والتشكي قد أعياهم أمر ذلك الولد أو تلك المرأة فكيف لا يكونون محتاجين للدعاء والابتهال كي يكفيهم الله شر ذلك الخلاف.

  بعض الناس مديون للآخرين فالهم حليف قلبه في ليله والذل شعاره في نهاره، وكيف لا يكون محتاجاً للدعاء أن يكفيه الدين وهمه، بعض الناس يزوج بنته التقية الرحيمة ويوم من الأيام اتضح له أن زوجها مصاب بمرض الأعصاب الذي لا يأمن معه أن يقتلها وقد وقع من ذلك الزوج التهديد بالقتل بالسلاح فقلب والدها ووالدتها محروقان خائفان على ابنتهما، فكيف يقصر الإنسان في دعاء خالقه أن يصرف عن أولاده وبناته هذه البلية.

  وبعض الناس يتسلط عليه في بيته كذلك مريض من مجتمعه أو سارق على ما في يديه أو عدو لله يريد هتك عرضه في حرمه أو يغري بالمحرمات ولده أو بالفراق لزوجته فكيف يقصر الإنسان في دعاء خالقه ومولاه؟

  نعم، المتدين يشاهد ناساً خرجوا من طريق الحق بعد البقاء في هذه الطريق زمناً طويلاً فكيف لا يخاف على نفسه الهلكة في بقية عمره، وكم رأى من غني افتقر وعزيز ذل وآمن أصبح حليف بيته يتجرع الهم والذل من قتيل ابتلى به أو عدو تسلط عليه وما