[بقية العمر لا ثمن له]
[بقية العمر لا ثمن له]
  
  يقول حبيبنا رسول الله ÷: «بقية العمر لا ثمن له»، فلسان حال كل يوم جديد يقول: يا ابن آدم أنا قطعة من الزمن من طلوع الفجر إلى دخول المغرب أنا عَرْضٌ لك من أرحم الراحمين بمثابة صحيفة بيضاء عرضها لك مَن عنده بذل الرغائب ونيل المطالب وأنت مكلف من رب العالمين، وبعد غروب شمسي لن تراني إلا يوم القيامة، فإن أحسنت في الصحبة وعملت فيَّ الصالحات فأنا لك شاهد ولعدوك جاحد، وإن أسأت فسوف تطول لتفريطك فيّ حسرتُك، وتدحض حجتك، فراجع حسابك فيما سبقني من الأيام وشمر ساعدك فيما يخلفني من الزمان، وتذكر قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨}[الحشر].
  الحجج تقرع الأسماع كالحروب الطاحنة ولكن الأمر كما قال الشاعر:
  لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي
  وصدق الله سبحانه وتعالى فيما حكى عن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ذلك هو الخسران المبين {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ١٠ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ١١}[الملك].