[التوبة]
  صاحبه كذلك سعادة الشهور والسنوات، كذلك القهر والأذى وإغراء الآخرين تأكل جميع الحسنات فلا يغتر أحد بكثرة العمل فرب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، نسأل الله السلامة من كل شر وحسن الخاتمة.
  وكذلك من وقع منه خطيئة هي بلية له هل تَحْمِلُه شماتة الشامتين على الخروج من الدين ورد السيئة بالسيئة أم على الصبر والاسترجاع فيكون بذلك الصبر من الظافرين.
  نعم، لا يخلو إنسان ممن يحقد عليه غير أن المتقين لا يخرجهم غضبهم عن الحق ولا يدخلهم رضاهم في باطل، فالواجب بل هو من أعظم الواجبات أن يعالج الإنسان هذه الخليقة بجهده وإحضار قلب وأن يعلم أن الأصل في التزكية وعدمها رب العالمين وأعظم الكيد وأشده هلكة ما يقع من الأذكياء أصحاب الوجاهة في الدين فوالله الذي لا إله سواه إن الكيد منهم أضر على نفوسهم ودينهم من السموم القاتلة لأنهم قابلوا نعمة الله التي هي الرفعة والوجاهة بالرد وكان الواجب عليهم أن يتلقوا قول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}[آل عمران: ١٣٤] - بالقبول قولاً وعملاً.
  فالمسارعة بالتوبة والندم على التشفي وعلى أذى الغير من أهم الواجبات وكذلك الاعتذار ممن قد وصله أذى وعلم أنه من ذلك الشخص ولا يغضي الإنسان عن قول الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}[فاطر: ٤٣].