[التوبة]
[التوبة]
  
  يقول المصطفى ÷: «كل بني آدم خطاءون وخير الخطائين التوابون» من البلوى والتمحيص ما يقع من الأخطاء من بعض المؤمنين ومن بعض طلبة العلم الشريف فيكون ذلك ابتلاء له ولمن يعلم بذلك.
  نعم، بعض من يعلم بذلك قد يكون في قلبه غِلٌّ على صاحب الخطأ فيحمله ذلك على نشره وعلى التشفي من صاحب الخطأ مما يؤدي إلى إثم ذلك الشخص بسبب التحامل ونشر المثالب وكان الواجب عليه إذا كان ولا بد أن ينصحه سراً نصيحة مشفق، وليحذر من الشماتة والتشفي ففي الحديث: «لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك» وقد يؤدي ذلك التشفي إلى خذلان وتعنت صاحب الخطيئة فيكون المتشفي عوناً له في خذلانه.
  فعلى كل مؤمن مراجعة حساب نفسه فيما قد وقع وصدر منه، وليعلم أن عواقب ذلك وخيمة إن لم يبادر بالتوبة النصوح، عواقب ذلك إما خذلان في دينه أو نكبة في دنياه لتماديه في غيه وشغله بما لا يعنيه، ولو نظر في نفسه وفي نعم الله عليه أولاً وفيما ستر الله عليه من القبائح لانشغل بنفسه، ولكن الحسد والغرور وتزكية النفس المذمومة حمله على التعرض لغضب الله.
  هذا، ولنعلم جميعاً أن القهر والأذى إذا وقعا مع العمد بمثابة خسارة مالية باهضة تأكل تعب شهور وسنوات أو مرض يفقد