[الوصية بالنساء]
  مصيبتها عند الوالدين؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  المصطفى ÷ يوصي بالضعيفين النساء وما ملكت أيمانكم، والله سبحانه وتعالى لم يثن على الأقوياء ويحقر الضعفاء من أجل الأعمال، ولم يثن إلا على المؤمنين أصحاب التقوى والدين واليقين، يقول سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]، فالكريم عند الله من الرجال والنساء هو صاحب التقوى والدين، فلنحذر غضب الله ونقمته، ولنعلم أن ذلك الاستخفاف والقهر والإهانة هو الظلم بعينه وأن الظالم ملعون في كتاب الله، وأن الرجل يكتب جباراً ولو لم يملك إلا أهله، وأن الواجب على الأب والأم أن يعملا العكس من ذلك وهي الرحمة والرفق بالمسكينة العاجزة عن الأعمال الشاقة وبأولادِها، فالوالدان هما اللذان يستطيعان رفع الظلم عن الضعيف في الأسرة، وهذا هو الواجب عليهما بقول النبي ÷: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».
  وينبغي لكل صاحب عقل وصاحبة عقل إذا كان الجميع يلتمسون رضا الله والدار الآخرة أن يسعى كل واحد منهم لخليقة يرضا بها ربنا سبحانه ورسوله ÷ وهي أن يجعل كل واحد من الأسرة صديقاً يرحمك بسبب إحسانك إليه وسواء كان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أم أنثى، فهذه صفة المتقين الذين عناهم الله بقوله تعالى: