نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[طمأنينة القلب]

صفحة 58 - الجزء 1

  وسألته حفظه الله ونحن ذلك الحين في مدرسة آل العامري عن معنى قول الله تقدست أسماؤه: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}⁣[المجادلة: ٢٢]، فأجابني: لفضل وشرف ومكانة الحب في الله والبغض في الله كأنه سبحانه خصهم بأرواح تختلف عن أرواح بقية الخلق.

  صلوات الله عليكم يا أهل هذا البيت، {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}⁣[آل عمران: ٣٤]، فلا يلتمس الطيب إلا من معدنه.

  نعم، دعاني لما تقدم أنَّا تذاكرنا في مجلس ذكر كنا مجتمعين فيه عن وفرة الحسنات في دار الابتلاء والاختبار وقلَّتها في القبور؛ لأن الطرق سُدّت بين أصحاب القبور وبين كسبها إلا ما كان من ولد يدعو أو علم ينتفع به أو صدقة جارية.

  وتذاكرنا حول الْمَلَل الذي يحصل أحياناً لما كانت طاعة الله في هذه الدنيا لا سيما الواجبات تكليفاً من ربنا - جلت عظمته - فإنه لا بد فيها بعض الأحيان من التعب والْمَلَلِ، مثلاً مجالس الذكر لما كان فضلها وثوابها عظيم وقد سماها خير البشرية ÷ رياض الجنة فلا بد أن يحصل لواحد يوماً من الأيام ملل وضجر فقلت للحاضرين: على كل واحد أن يفهم ما هو المقصود من المجيء إلى محل المواعظ ومجالس الذكر ومدارس العلم؟ هل المقصود راحة القلب وراحة البال؟ أم المقصود طلب رضا رب العالمين؟ وإذا أردت أن تعرف فضل ذهابك إلى مجالس الذكر وحلقات العلم فاعرض على نفسك آخر حضور بحيث لو دنا منك الموت