[طمأنينة القلب]
  وخُيِّرت بين وضع هذا الحضور في صحيفتك أم حذفه منها؟
  فقال الجميع أو أكثرهم: لا بل يريد كل واحد أن يكتب في صحيفته، وما ألذه، وما أعظم الخسارة إن حذف منها، وهو في فراق من الدنيا وإقبال إلى الآخرة.
  عند ذلك علمنا أن الخير الكثير والفضل الكبير فيما استثقلته النفوس، وأنه لا بد من الصبر على الطاعة ومجاهدة النفس، وإن كان الأمر كما قال أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه صلوات رب العالمين: (ما من طاعة إلا في كره).
  فالحاذق اللبيب هو الذي يمعن بنظره في قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: ١٨]، وحديث رسول الله ÷: «بقية العمر لا ثمن له» - فحاوَلَ جاهداً أن يغنم بقية أيامه في مرضاة الله وطاعته، وفكر كثيراً في حاجته الماسة إذا وضع في قبره للحسنات وتذكر قول رسول الله ÷: «لو قيل لأهل المقابر: من تغبطون؟ لقالوا: أهل المساجد في مساجدهم ..» الحديث، وقول الوصي #: (لو أُذِن للأموات بالنطق لقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى).
  نسأل الله العظيم التوفيق والسداد، وحسن الخاتمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.