[بعض محاسن الأخلاق]
  ثم ختم نصيحته لولده في هذا الشأن بقوله #: (حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك) سبحان الله وأين نجد هذا الصنف في زماننا هذا، لقد جمعت هذه الدرر مدائح الله لأوليائه في القرآن من الصبر ودفع السيئة بالتي هي أحسن، وكذلك كظم الغيظ والعفو عن الناس والتواضع وكل خصلة يمدح عليها صاحبها، سلام الله عليك يا أمير المؤمنين.
  عندما تسمع مثل هذا الكلام يعود إليك طرفك كليلاً وتقول: أين قائد الإرشاد الراحل | أو نائبه والحجة في زماننا حفظه الله، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}[الحديد].
  يؤخذ من كلام سيد الوصيين وجوبُ الاهتمام بشأن الإخوان وأن للأخوة شأنَها العظيم ولا تتم المآرب في هذا الشأن إلا لمن صَبَر قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥}[البقرة]، وكظم الغيظ قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}[آل عمران: ١٣٤]، وتَوَاضَع لإخوانه المؤمنين قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣]، وقابل الإساءة بالإحسان قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤}[فصلت].
  اللهم اجمع شمل المؤمنين وارزقنا ودهم يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.