[التواضع والحب لأولياء الله]
[التواضع والحب لأولياء الله]
  
  حكمة لأمير المؤمنين #: (زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس):
  سلام الله عليك يا سيد الوصيين كلامك يتجدد بتجدد الأزمان، وكأنك حي تَعِظُ الأحياء في كل زمان.
  نعم، الدعاة إلى الله المجدون في إنقاذ الناس من الهلكة يتحببون ويتوددون إلى الناس من أجل إنقاذهم من عذاب الله الشديد فلو عقلوا هذه الحكمة العلوية والسبيكة الذهبية لأجابوا الدعاة إلى الله، وحصلوا على كل مآربهم، واتسقت لهم الأمور في دينهم ودنياهم، وقادهم دعاة الدين إلى كل خير، ولكن الناس توجهوا بأهوائهم المختلفة وآراهم المتفاوتة إلى دنيا أذَلَّتْهم وهم أعزاء واستعبدتهم وهم أحرار فمنحتهم فقراً مُنْسِياً، أو غناً مُطْغِياً، تمنح غيرهم محاسنهم، صيرتهم عبيداً مملوكين وأسارى مفتونين، فهم بحبها يقطعون حبل الصلة بينهم وبين خالقهم، كانوا علماء فلفظوا العلم وتناولوا بعده سماً قاتلاً، قطّع أنياط قلوبهم، فهم أموات الأحياء، عميت قلوبهم، فلا يفرقون بين ناصح وغاش ولا بين حق وباطل، يهينون نفوسهم عند الحثالة من الناس أصحاب المناصب الشيطانية، يرون كلامهم قرآناً، وفسوقهم إيماناً، وعداوتهم لأولياء الله أماناً، كم عكفوا على المسائل العلمية والمجلدات الدينية، حتى كبرت عندهم أنفسهم