[معرفة نعم الله وأداء شكرها]
  الظامي بين المطر الغزير فتناولوا شربة من تلك المطرة التي ملأت الأودية وعمت جميع الشعاب.
  ولله در من سئل عن أشخاص من أصحاب النبي ÷ فوصفهم بما يعرف من أحوالهم فقال السائل: وعلي؟ قال: «إنما تسألني عن نفس رسول الله ÷» بهذا أو معناه.
  انظر بالله عليك في قوله سلام الله عليه حياً وميتاً: (اللهم وقد بسطت لي في ما لا أمدح به غيرك ولا أثني به على أحد سواك) صلوات الله عليك يا وصي سيد المرسلين، قوله: «وقد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك» أراد # النعم التي لا أحد من المخلوقين يستطيع إيجادها وبذلها وإن استطاع بما جعل الله فيه من القوة أن يقتلع الجبال ويرمي بها في عميقات البحار، من تلك النعم الحياة، وتنقله من طور إلى طور في أقصى درجة من الضعف غير أن عناية الله به محيطة حتى خرج من بطن أمه مخلوقاً سوياً؛ فله المنة البالغة والفضل العظيم.
  كم مفاصل الإنسان المتحركة بما جعل فيها من القدرة؟ وخلق ما تحتاج إليه من الزيت؟ ولولا ذلك ليبست وتعطلت حركاتها، ودام على من هي فيه ضرها وألمها، ولم يهمل الله مفصلاً على كثرتها واختلاف أشكالها، شد بنيته بالأعصاب المختلفة، يحمل بتلك العظام والأعصاب الأثقال، ويمارس بها جميع الأعمال، من بداية أمره إلى نهاية عمره.