[في رحمة الله بعباده]
  ينزل عليه الله غضبه إلا بعد الإعذار والإنذار على مدى العشرات من السنين وبعد أن هَمَّ بقتل موسى # وأصحابه ففي هذا أدلة كافية أن الأولى بالداعي والمرشد استعمال الرفق من جميع وجوهه، «ما كان الرفق في شيء إلا زانه» «يسروا ولا تعسروا».
  انظر بالله عليك كيف ذكر - جلت عظمته - اسمه الرحمن مرتين في الفاتحة والرحيم كذلك، العقول تُحَسِّن قول من يرغب ولده أو صديقه في البيع والشراء بأن في البيع والشراء مكاسب كبيرة وأرباحاً من غير تعب، ولا تُحَسِّن قول من يرغب فيهما بقوله البيع والشراء يقع فيهما خسائر تقصم الظهور فعليك الانتباه إذا بعت أو شريت وإذا ورط الإنسان فيهما فإنه ينشب إلى آخر التهديد.
  كذلك من يرغب ولده أو صديقه في الزراعة بقوله: الزراعة تعبها قليل وربحها كثير، مليئة بالبركة ويحصل لك ثواب بسبب ما يؤكل منها سواء كان الآكل بشراً أم حيواناً أو طيراً فإن العقلاء يحسنون قوله بخلاف لو قال له: الزراعة تعبها ليلاً ونهاراً، ويتحمل الإنسان فيها الخسائر الباهظة إذا لم ينتبه ويتعب ليله ونهاره.
  كذلك الدعاة إلى الله من الواعظين والمرشدين ينبغي أن يرغب كل واحد مَنْ يرشده بقبول التوبة بأبسط عذر مع صلاح النية وأنه لا أحد أقرب من الله في الرضا على من يعتذر إليه وأنه يكتب له بتوبته بعد محو الذنوب ثواباً عظيماً بحيث أن الكافر لو أسلم بعد الشرك بالله ثمانين سنة وصدق في إسلامه وشهادته أنه عند الله من