في فضل شهر رمضان
  في مجموع إمام الأئمة الإمام الأعظم زيد بن علي # عن علي # قال: كان رسول الله ÷ إذا أفطر قال: «اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا»، اللهم لك صمنا: تواضع وخضوع بين يدي رب العزة تعرضاً منه ÷ لرحمة الله وإرشاداً لأمته كيف يعاملون ربهم وخالقهم في هذا الوقت الذهبي، وأردف ذلك ÷ بالثناء الجميل على الله بقوله: «وعلى رزقك أفطرنا» ثم توجه بلسانه وقلبه ÷ أن يقبل ربنا صيامه نسأل الله قبول أعمالنا وأن يجزل ثوابنا إنه على ما يشاء قدير.
  فخير الهدي هدي محمد ÷ فلا تفوتك هذه الدعوات فإنها من أغلى الكنوز النبوية، وأثمانها من أكبر العطايا الربانية، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}[ق].
  وكان يقول ÷: عند فطره أيضاً: «ذهب الظمأ وابتلّت العروق، وبقي الأجر إن شاء الله» شكراً وثناءً منه ÷ على ربه بما هو أهله وحسن ظن بخالقه، وذلك بقوله: «وبقي الأجر إن شاء الله».
  نعم، الله سبحانه وتعالى يستجيب لمن دعاه، يقول المصطفى ÷: «ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلم أُجَب» لأنه لم يحسن ظنه بالله وقد أخبره مولاه في كتابه بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، فالله يقول: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وهذا يقول: لم أُجَب؛ فحجب الدعاء