[التحذير من الفرقة]
  خَالَفَ فِيْهَا، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ مُخَالِفُونَ لِلْسُّنَنِ الْمُنِيْرَةِ، وَتَرَى كَثِيْرًا مِنْهُمْ يَتَهَاوَنُونَ وَيَسْكُتُونَ عَنِ البِدَعِ الْمَعْلُومَةِ الْخَطِيْرَة، الْمُجْمَعِ عَلَى النَّهْيِ عَنْهَا عِنْدَ عُلَمَاءِ الإِسْلَامِ، الْمَرْوِيَّةِ فِي الأَخْبَارِ عَنْ سَيِّدِ الأَنَامِ، عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، كَالتَّرْخِيصِ لِلْحَرِيمِ فِي التَّبَرُّجِ بِالزِّيْنَةِ بَيْنَ الْمَلَإِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْخِلَوَةِ مَعَ الأَجَانِبِ فِي السَّيَّارَاتِ وَغَيْرِهَا، وَانْتِشَارِ مَحْظُورَاتِ اللَّهْوِ، وَالصَّدِّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْعَبَثِ فِي الصَّلَاةِ، وَتَرْكِ الصَّلَاةِ الْمَشْرُوعَةِ عَلَى النَّبِيِّ ÷، بِالْكَيْفِيَّةِ الَّتِي وَرَدَ الأَمْرُ بِهَا فِي أَخْبَارِ التَّعْلِيمِ، كَمَا فِي الأُمَّهَاتِ السِّتِّ وَغَيْرِهَا(١).
  وَمَعَ هَذَا فَلَوُ كَانَ لَهُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَالعِلْمِ مَا يَفْقَهُ بِهِ السُّنَّة، لَعَلِمَ أَنَّ إِنْكَارَهُ وَسَبَّهُ وَتَبْدِيعَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ لِعُلَمَاءِ الدِّيْنِ، بَلْ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، هُوَ مِنْ أَكْبَرِ الْمُنْكَرِ، وَكَفَى بِقَولِ رَسُولِ اللَّهِ ÷: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»، الْخَبَرُ الصَّحِيْحُ عِنْدَ أَئِمَّةِ العِتْرَةِ(٢)، وَسَائِرِ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ(٣)، دَعْ عَنْكَ مَا وَرَدَ فِي أَهْلِ البَيْتِ النَّبَوِيِّ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب: ٧٠].
  فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ مَا هُوَ الْمُخَصِّصُ لِأَمْثَالِ هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَينِ؟!.
  وَمَنْ يَتَتَبَّعُ مَا أَوْرَدَهُ أُوْلَئِكَ الْمُتَبَاهُونَ بِمَظْهَرِ التَّسَنُّنِ، يَجِدْ مَا لَيْسَ لَهُ مُرَجِّحٌ وَلَا مُبَرِّرٌ مِنَ الضَّجِيجِ وَالتَّهْوِيلِ، وَالتَّكْثِيْرِ وَالتَّطْويلِ، حَوْلَ هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَينِ، وَحَوْلَ الْجَهْرِ بِ ﷽، وَالأَذَانِ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ.
(١) انظر على سبيل المثال فقط: البخاري في مواضع كثيرة، منها (٦/ ٢١٧)، ومسلم (١/ ٢٥٥).
(٢) رواه من أئمة أهل البيت $، الإمام الأعظم الناصر للحق الحسن بن علي الأُطروش $ في كتاب (البساط) (ص/٩٩).
(٣) رواه البخاري في عدة مواضع، منها: (١/ ٣٣)، ومسلم (١/ ٨٠)، والترمذي رقم (٢٦٣٥)، وقال: (هذا حديثٌ حَسَنٌ صحيح)، ورواه ابن ماجه رقم (٦٩)، وغيرهم كثير.