[ثانيا: العدل]
  ولأن الله تعالى يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٣٥ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ٥٤}[يس]، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦}[الزخرف]، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}[هود ١٠١]، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}[فصلت ١٧]، {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}[القصص ٥٩].
٥ - فصل: [الإيمان بنبوءة نبيئنا محمد ÷]
  ونؤمن بنبوءة نبيئنا محمد ÷؛ لأنه ادعى النبوءة وأتى بالمعجزات التي عجز عنها الجن والإنس، وأعظمها القرآن، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ٨٨}[الإسراء ٨٨].
  وقد مضى ألف وأربعمائة وخمس وثلاثون سنة ولم يقدروا على الإتيان بمثله، فهو المعجزة الكبرى الباقية على مرِّ العصور.
  وله معجزات، منها: الجمل(١) الذي شكا من أربابه أنهم يريدون أن يذبحوه.
(١) أما حكاية الجمل: فإنه أقبل إلى رسول الله ÷ وضرب بجرانه [باطن عنقه] الأرض ورغى [صوَّتَ وضجَّ] وبكى ساجدًا. فقال القوم: سجد لك الجمل نحن أحق أن نسجد لك. قال: «اسجدوا لله ø، ولو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، جاءني يشكو أربابه»، فوجَّهَ النبيءُ ÷ أميرَ المؤمنين ~ مع الجمل لينصفه، إذ أقبل صاحبه أعرابي، فقال ÷: «مَا بال هذا البعير يشكو أربابه»؟ قال: يا رسول الله ما يقول؟ قال: «يقول: انتجعتم [أي: استخدمتموه في الرعي وطلب العشب] عليه صغيرًا حتى صار عَوْدًا كبيرًا، ثم إنكم أردتم نحره». قال: «يا أعرابي: إما أن تهبه لي وإما أن تبيعه مني». قال: يا رسول الله، أهبه لك. فكان الجمل يأتي علوفة الناس فيعتلف منها لا يمنعونه، فلما قبض رسول الله مات، فأمر أميرُ المؤمنين ~ بدفنه كيلا تأكله السباع. [المصابيح لأبي العباس الحسني #: ١٣٩]