[ثانيا: العدل]
  ومنها: الذئب(١) الذي شهد له بالنبوءة.
  ومنها: بقرة آل ذريح(٢) التي أخبرت بنبوءته.
  ومنها: إخباره بالمغيبات، كإخباره بقتل علي(٣) #، وإخباره بقتل الحسين(٤) # في أرض كربلاء، وإخباره بالناكثين والقاسطين والمارقين(٥).
  * * * * *
(١) وأما حكاية الذئب: فإنه أقبل إلى رسول الله ÷ فشكى إليه الجوع وقال: يا رسول الله، إنما بعثك الله رأفةً ورحمةً، وليحيي بك العباد والبلاد فاقسم لي شيئًا أناله، فدعا النبي ÷ الرعاة وقال: «افرضوا للذئب شيئًا». فبخلوا ولم يفعلوا، ثم عاد فشكى عليه من الغد الجوع وأعاد الكلام، فدعا ÷ الرعاة ثانيًا وقال: «افرضوا للذئب شيئًا» فلم يفعلوا، ثم عاد إليه من الغد. [المصابيح لأبي العباس الحسني #: ١٣٨]
(٢) وأما حكاية بقرة آل ذريح: فإنها في أول مَا أتى رسول الله ÷ الوحي صاحت بلسان الآدميين صياحًا عاليًا، وقد اجتمع القوم ليوم عيدهم، فجاءت تعدو حتى وقفت على الجمع وهي تقول: يا أهل ذريح صائح يصيح من بطن هذا القبيل، هاشم ومَا هاشم هشم الثريد ليوم عصيب، لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، جاءه الوحي المبين كلام رب العالمين، يغلب القبيل ويذبح الضليل، ويؤذِّن بأذان إبراهيم الخليل، بعث بالذبح والذبيح، والملك الفسيح؛ ها هو ذا عجلوا قول: لا إله إلاّ الله تدخلوا الجنة، جنة المأوى، فما كان من آل ذريح إلا وقد أقبلوا حتى وقفوا على رسول الله ÷، وأسلموا على يديه، فكانوا أول العرب إسلامًا. [المصابيح لأبي العباس الحسني #: ١٣٧]
(٣) وهو ما قاله رسول الله ÷ لأمير المؤمنين ~: «من أشقى الأولين والآخرين»؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فقال: «أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يضربك يا علي» وأشار إلى حيث يضرب، وفي رواية: «تخضب هذه من هذه»، أي: لحيته من دم هامته.
(٤) وهو ما روي أن رسول الله ÷ خرج مسافراً من المدينة، فلما كان بحرة وقف واسترجع، ثم مرَّ ثم وقف واسترجع أكثر من الأولى وبكى وقال: «هذا جبريل يخبرني أنها أرض كرب وبلاء، يقتل فيها الحسين سخيلتي، وفرخ فرختي، وأتاني منها بتربة حمراء» ثم دفع إلى علي ~ التربة وقال: «إذا غَلَت وسالت دماً عبيطاً فقد قتل الحسين»، ثم قال ومد يده: «اللهم لا تبارك في يزيد، كأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه». ودفع علي ~ التربة إلى أم سلمة، فشدتها في طرف ثوبها، فلما قتل الحسين # إذا بها تسيل دما عبيطاً، فقالت أم سلمة: اليوم أفشي سر رسول الله.
(٥) وهو ما قاله رسول الله ÷ لأمير المؤمنين ~: «إنك ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».